تاريخ ام كلثوم
حياة أم كلثوم
--------------------------------------------------------------------------------
1904
تاريخ ميلاد أم كلثوم المثبت في السجلات هو 4 مايو 1904. وهناك رواية وردت في الكثير من المراجع بأن تاريخ ميلادها الحقيقى هو 20 ديسمبر 1898 . ولم يكن هناك توثيق رسمى وشهادات ميلاد . لذا اعتمد تاريخ التسنين – طبياً – وهو 4 مايو 1904 تاريخاً لميلادها . *
ولدت أم كلثوم بقرية طماى الزهايرة مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية . في بيت متواضع في شارع (داير الناحية) . والدها الشيخ إبراهيم البلتاجى . وكان يعمل مؤذناً لمسجد القرية . ويؤدى التواشيح ويقوم بإحياء الليالى الدينية المقامة في قريته والقرى المجاورة . *
أطلق الأب على مولودته اسم (أم كلثوم) تبركاً بالسيدة أم كلثوم إحدى بنات الرسول (صلى الله عليه وسلم) . والكلثوم في اللغة العربية . هو الحرير الذى يوضع في رأس العلم .. *
1914
أم كلثوم في العاشرة . تردد بإتقان القصائد والتواشيح التى سمعتها من والدها وتنافس أخاها (خالد) في سرعة الحفظ . *
في العام نفسه يصطحبها والدها لتقف أمام الجمهور وتغنى لأول مرة في بيت شيخ البلد بقريتها . *
ذهبت الى كتاب القرية . واستمعت لأول مرة الى (الفونوغراف) في بيت العمدة . وكان أول صوت وصل إليها عن طريقه . هو صوت الشيخ أبو العلا محمد في قصيدة (أفديه أن حفظ الهوى أو ضيعا). *
بدأ الوالد يأخذها ضمن بطانته في الليالى بانتظام . ولكى لا يصطدم بالتقاليد المحافظة رأى أن ترتدى الكوفية والعقال والبالطو مثل أخيها (خالد) . *
تنقلت مع والدها في القرى والمدن المجاورة . فى ظروف مناخية صعبة . أحياناً سيراً على الأقدام وتارة فوق ظهر الدواب . ويمكن القول أنها لم تعش طفولتها وصباها كأي فتاة . مما جعلها, في أوج مجدها ؛ تحن الى طفولةعٍ لم تعرفها في حياتها . *
1919
زيارتها الأولى لمدينة القاهرة لإحياء ليلة الإسراء والمعرج في قصر (عز الدين يكن) بضاحية (حلوان) . ونالت الاستحسان والتقدير . *
1920
الشيخ زكريا أحمد يحيى ليالى شهر رمضان في مدينة السنبلاوين ، أم كلثوم تغنى أمامه فيدعوها طوال شهر رمضان الى حضور لياليه . ويقول (منذ ليلتها وأنا أصم .. لا أسمع إلا صوتها .. لقد أحببتها حب الفنان للحن الخالد الذى يتمنى العثور عليه .. ) *
1921
زيارتها الثانية للقاهرة لإحياء فرح كريمة أحد القصابين . وفى هذه الزيارة سرق منها أجرها عن إحياء الحفل في محطة القطار . فكرهت القاهرة . وخاصمتها لمدة عامين .. لا تزورها . *
1922
فى محطة سكة حديد السنبلاوين التقت بالفنان الذى عشقته من خلال الفونوغراف الشيخ أبو العلا محمد .. ألحت على والدها أن يدعوه الى قريتها فقبل بعد سماعه صوتها . وعندما غنت أمامه :
( أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا) بكى .. وأكد .. بل أصر على ضرورة سفرها الى القاهرة .
1923
انتقلت أم كلثوم من القرية لتستقر فى القاهرة ومعها أسرتها . *
تعهد الشيخ أبو العلا محمد برعايتها فنياً ، وقدم لها أول ألحانه الخاصة بها . غنتها في الحفلات العامة أمام جمهور جديد .. فى العاصمة . *
1924
عام حافل في حياة أم كلثوم . التقت فيه بالملحن الشاب أحمد صبرى النجريدى ولحن لها مجموعة مهمة من أغانيها الأولى *
التقت بالشاعر أحمد رامى الذى غنت له قبل أن تراه . وبدأت معه؛منذ هذا اللقاء ؛ مشواراً فنياً حافلاً ، لم ينقطع حتى وفاتها . كان خلاله مؤلفاً وصديقاً ومستشاراً . *
تعرفت على الفنان محمد القصبجى الذي وضع لها لحن (إن حالى في هواها عجب/ 1926) ثم (إن كنت أسامح وأنسى الأسية/1928) التى أحدثت إنقلاباً كبيراً في عالم المونولوج ؛ وظل القصبجى بألحانه يغطى مساحة مرحلة كاملة في تاريخها الفنى .. ثم صار فيما بعد واحداً من أعمدة فرقها الموسيقية حتى وفاته عام 1966 . *
في هذا العام سجلت صوتها على أول أسطوانة ولأول مرة لحساب شركة (أوديون) وكانت شركة بيضافون قد استأثرت بالسيدة (منيرة المهدية) وشركة كولومبيا بالسيدة (فتحية أحمد ) .. قبل أن تعرف الساحة أم كلثوم *
1925
المحاولة الأولى لعبد الوهاب مع ام كلثوم . لحن لها أغنية (غاير من اللي هواكى) لم يعجبها اللحن. *
حاول أحمد رامى الجمع بينهما مرة ثانية . ولم يتم ذلك إلا على مستوى الجلسات الخاصة . حين غنى الإثنان معاً دويتو(على قد الليل ما يطول) من الحان سيد درويش وكان ذلك في جلسة فنية خاصة بمنزلها .
1926
تخلت أم كلثوم عن العقال والكوفيه والزى البدوي . *
أصبحت تهتم بانتقاء الكلمة الجيدة الجديدة . *
كونت فرقة موسيقية جديدة بديلاً عن البطانة القديمة ؛ وأصبحت فرقتها تتكون من (محمد العقاد الكبير، محمد القصبجى/ عود ، سامى الشوا / كمان ، محمود رحمى / إيقاع) . *
في هذا العام أطلق عليها الجمهور أول لقب فى حياتها الفنية ، وكان لقباً أقرب الى التدليل . وهو لقب (ثومة) .
1931
اختفت من الصحف حملات النقد ضدها ، والتى اشتعلت في السنوات الأخيرة وحل محلها مديح متواصل . *
قدم لها الشيخ زكريا أحمد أول ألحانه الخاصة بها . وضمته الى فرقتها الموسيقية .
في هذا العام توفى والدها الشيخ إبراهيم البلتاجى.
سافرت الى سوريا ولبنان وفلسطين . وفى بيروت عزف لها مستقبلوها السلام الملكى المصرى . عند نزولها من الباخرة .
1932
معهد الموسيقى العربية يقيم حفل تكريم لأم كلثوم . *
منيرة المهدية تقر بعجزها عن المنافسة . *
ظهور الميكروفون لأول مرة أمام المطربين في الحفلات . أم كلثوم اعتداداً بقوة صوتها ، غضبت حين وضعوا أمامها هذه الآلة الجديدة وقذفت بها من فوق خشبة المسرح . *
الصحفى محمد التابعى يحاول الجمع بين أم كلثوم وعبد الوهاب في فيلم سينمائي المحاولة بدء بالفشل. *
1934
سفر أم كلثوم الى باريس للمرة الأولى . *
بدء الإرسال الإذاعي في مصر : أم كلثوم توقع أول عقد مع شركة ماركونى (راديو هاوس ) . ينطلق صوتها مع افتتاح الإرسال الخميس 31 مايو ومنذ ذلك التاريخ صار يوم الخميس هو موعد حفلاتها الشهرية حتى آخر حياتها (الخميس الأول من كل شهر ) . أصبحت مطربة الإذاعة الأولى . وكان أول أجر تقاضته من الإذاعة هو ثلاثون جنيهاً في مقابل ساعة من الغناء . *
فيما بعد تعاقدت مع الإذاعة على إحياء حفلات عامة على مسرح الأزبكية وكانت هذه الحفلات تعد عيداً شهرياً للفن . *
1935
أم كلثوم تبدأ تصوير فيلمها الأول ( وداد ) من إنتاج شركة مصر للتمثيل والسينما . فى نفس الوقت تنحدر منيرة المهدية نحو الغروب بفشل فيلمها الوحيد الذى مثلته (الغندورة) . *
لقاء أم كلثوم برياض السنباطى الضلع الثالث في مثلث أم كلثوم وأحمد رامى . من خلال لحن (على بلد المحبوب ودينى) أول ما غنت أم كلثوم له في فيلم (وداد) .. وبدأ السنباطى معها رحلة طويلة من العطاء الفنى الأصيل . *
1936
عرض فيلم وداد بتاريخ 10/2/1936 بسينما رويال والفيلم يمثل مصر فى مهرجان البندقية في العام نفسه . *
انتقلت أم كلثوم من شقتها بالزمالك (عمارة بهلر) الى فيلتها الجديدة على النيل . *
تبدأ تصوير فيلمها الثاني (نشيد الأمل ) بعد النجاح الكبير لفيلمها الأول . *
1937
عرض فيلمها الثانى (نشيد الأمل ) فى 11/1/1937 بسينما رويال .
1939
* خلال الحرب العالمية الثانية : الحكومة الإيطالية تنشئ محطة إذاعية ناطقة بالعربية للدعاية ضد انجلترا . وتعرض على أم كلثوم إحياء حفلات خلالها لجذب المستمع العربى إليها .
* في المقابل رجال الحلفاء يجمعون أسطوانات أم كلثوم لإذاعتها واستخدامها في حرب الدعاية
1940
* عرض فيلمها الثالث (دنانير) بتاريخ 29/9/1940 بسينما ستوديو مصر .
1941
أم كلثوم تقيم حفلاً غنائياً في رأس البر فيصبح من أشهر مصايف مصر وتنتقل إليه الفرق المسرحية ويتم
إعادة تخطيطه وتجميله .
1942
* تأسيس نقابة الموسيقين . والصراع بين عبد الوهاب وأم كلثوم لرئاستها . وتفوز بها أم كلثوم .
* يتم عرض فيلمها الرابع (عايدة) في 29/9/1940 بسينما ستوديو مصر وتقديراً من أم كلثوم لصوت فتحية أحمد تشاركها الغناء في الفيلم .
1944
* المنافسة تحتدم بين رامى وبيرم التونسى ، أيهما يستأثر بأم كلثوم وتنتقل المعركة الى صفحات المجلات والصحف الفنية .
* أم كلثوم تحصل على نيشان الكمال بعد حفل ، يحضره الملك فاروق ، تحييه أم كلثوم بالنادى الأهلي .
1945
* عرض فيلمها الخامس ( سلاَمة ) في 9/4/1945 بسينما ستديو مصر .
1947
* منيرة المهدية تحاول العودة إلى الغناء , وتدعو أم كلثوم لحضور حفلتها . أم كلثوم تبكي لإخفاق منيرة وفشل الحفل .
* عرض فيلمها السادس والأخير ( فاطمة ) في 15/12/1947 بسينما ستديو مصر .
1948
* حرب فلسطين : اتصال الضباط المحاصرين في الفالوجا بأم كلثوم . واللقاء ببعضهم في منزلها بعد فك الحصار, وتوقيعهم في دفتر للذكرى , ظلت محتفظة به .
1949
* انتخاب أم كلثوم عضواً شرفياً في معهد الموسيقى .
1950
* انتخاب أم كلثوم نقيبه للموسيقيين للمرة السابعة بالتزكية .
1952
* قيام الثورة في يوليو , ومحاولة بعض الضباط منع أغانيها من الإذاعة في بداية الثورة بحجة ارتباطها بالعهد البائد . ولكن عبد الناصر بوعي وبصيرة يحبط هذه المحاولة القاصرة ويصدر أوامره بإذاعة أغانيها .
* بداية ظهور مرض الغدة الدرقية . والحكومة الأمريكية تعرض على مصر معالجة أم كلثوم في مستشفى البحرية الأمريكية . وأوفدت الأدميرال بروف كبير الأطباء بها لدعوة أم كلثوم للعلاج . أم كلثوم تستجيب وتسافر إلى أمريكا للعلاج .
ربما لا توجد شخصية في عالم الغناء العربي الحديث قد حازت من الشهرة والتقدير والإحترام مثلما حصلت عليه سيدة الغناء العربي أم كلثوم. فعبر مسيرة فنية إمتدت لأكثر من نصف قرن من الزمان، إستطاعت أم كلثوم بثبات وبمثابرة وبجلد أن تؤسس لنفسها مكانة لم تصلها أية مطربة عربية أخرى طوال القرن العشرين وحتى الآن.
وتضعنا شخصية أم كلثوم في حيرة شديدة من حيث إستمرارية الإقبال على أغانيها من كافة الأعمار والأجيال. فبرغم التنوع الشديد للأغنية العربية المعاصرة، وإرتباطها بالفيديو كليب والجوانب التكنولوجية الحديثة، إضافة لما يصاحبها من مساحات مشهدية هائلة، ومثيرات جنسية صارخة، فإن المستمع العربي يعود سيرته الأولى إلى الإقبال على سماع أغاني أم كلثوم، والإنتقال من الحالة البصرية للأغنية العربية المعاصرة إلى الحالة السمعية الخاصة بأم كلثوم. كما أن ظاهرة أم كلثوم تؤكد من جديد أن الفن لا يحتاج إلى وسيط، ولا يحتاج إلى جوائز دولية سخيفة ومغرضة مثل تلك التي يهلل لها البعض الآن، وهم يفرضون علينا أسماءً هابطة تطل علينا من القنوات الفضائية ليل نهار، بدون أية ضوابط، وبدون أية إلتزامات فنية وأخلاقية حقيقية.
وربما لا يوجد شيئ يجتمع عليه العرب منذ ما يزيد على نصف القرن ولا يختلفون حوله مثلما هو الحال مع سيدة الغناء العربي، التي أعتقد أنها تجاوزت بغنائها وبفنها وبشخصيتها الحدود القطرية الضيقة لتؤسس إنتماءً عربيا قويا وحقيقيا. وعلى الذين يهاجمون القومية العربية بمنتهى الصفاقة والإبتذال أن يفسروا لنا سر هذا الإجماع العربي من المحيط إلى الخليج حول الإستماع لأم كلثوم، التي تغني بالعربية وليس بأية لغة أخرى. فالعروبة ليست محض خيال كما يتصورون، وكما يطرحون، هناك قواسم مشتركة، بغض النظر عن السياسة وأدرانها، تفرض حضوراً عربيا قويا، وليست ظاهرة أم كلثوم إلا أحد تجليات هذا الحضور.
وُلدت أم كلثوم في الرابع من مايو عام 1904، في إحدى قرى الدلتا المصرية، لأسرة فقيرة، حيث تعلمت الغناء من أبيها، عبر إرتيادها أفراح القرية والمدن المجاورة وإحتفالاتها الفقيرة. وفي عام 1923، إنتقلت إلى القاهرة، بعد أن حازت على شهرة كبيرة في منطقة الدلتا، وبشكلٍ خاص في غناء القصائد والموشحات الدينية. وفي القاهرة إلتقت بالملحن أبوالعلا محمد، الذي أصبح معلمها الرئيس فيما بعد، وهو الذي قدمها للشاعر أحمد رامي الذي علمها الشعر بدوره، كما أنه كان بمثابة الوسيط بينها وبين المجتمع القاهري الغريب عليها.
وعبر مسيرة أم كلثوم الطويلة، إلتقت بنخبة من أهم كتاب الأغنية العربية مثل: أحمد رامي، وأحمد شوقي، ومحمود بيرم التونسي، وطاهر أبوفاشا، ومحمود حسن إسماعيل، ومأمون الشناوي، ومرسي جميل عزيز، وصلاح جاهين. كما أنها إلتقت بأساطين التلحين في عصرها مثل: أبوالعلا محمد، وأحمد صبري النجريدي، وعبده الحامولي، ومحمد القصبجي، وزكريا أحمد، ورياض السنباطي، ومحمد الموجي، وكمال الطويل، وبليغ حمدي، ومحمد عبدالوهاب. كما أن أم كلثوم إستطاعت أن تفتح المجال أمام الكثيرين من هذه الأسماء ليشتهروا ويحققوا ذيوعاًَ مصريا وعربيا واسعا مثل رياض السنباطي وكمال الطويل وبليغ حمدي. فقد كان من حظ أم كلثوم أن تلاقت موهبتها وتفانيها في العمل مع شخصيات مبدعة أخرى قل أن يجود بها العالم العربي مرة أخرى. لقد إستطاعت أم كلثوم عبر مسيرة حياتها الطويلة أن تنتقل من مرحلة غنائية لأخرى، وأن تطور من مسيرة الأغنية العربية، سواء من خلال الكلمة، أو من خلال اللحن، أو من خلال الآلات الموسيقية الحديثة التي أدخلتها على فرقتها الموسيقية، أو من خلال الأداء. وعبر كل هذه الأشكال التجديدية، كانت أم كلثوم تقرأ المرحلة التاريخية بعناية ودقة، لتصيغ مزاج المستمع العربي، بدون أن تنقاد له، وبدون أن تفرض عليه أغنيات لا تتلائم مع ذائقته العربية. ومن اللافت للنظر هنا أن أم كلثوم كانت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة فيما يختص بأغنياتها، من الكلمة وحتى اللحن، إلى الحد الذي جعل الكثيرون يرون فيها شخصية صارمة وحادة الطباع فيما يتعلق بعملها وفنها.
ورغم شهرتها منقطعة النظير في الغناء الرومانسي، وظلم الحبيب، وهجرانه، إلى الحد الذي جعل بعض النسويين يصفون الكثير من أغنياتها بوصفها تعبيراً عن حالة مطلقة من هوان المرأة العربية تجاه الرجل، فإنها أبدعت في كافة مجالات الحياة الأخرى. فأغاني الحب العديدة التي غنتها مثل "زارني طيفك في المنام" و "أنا في انتظارك" و "حبيبي يسعد أوقاته" و "أنساك يا سلام" و "سيرة الحب" و " الأطلال" ورائعة أحمد شفيق كامل وعبدالوهاب "إنت عمري" كلها تخلق حالة رومانسية. ورغم شدة الضعف المرتبطة بها، إلا أنها تحمل معاني ودلالات ذكورية وأنثوية، بحيث تنطبق على الرجل مثلما تنطبق أيضاً على الأنثى. لقد خلقت أغاني الحب الكلثومية رومانسية عربية فريدة، ورغم ما يقوله بعض النسويين، فإنها أطلقت العديد من الآهات والأسى والبهجة والفرح واللذة في الوقت نفسه. وعلينا هنا أن نتذكر أن ميعاد أغنية أم كلثوم الشهري كان حدثاً قوميا عربيا بإمتياز، ينتظره المحبون والعشاق رجالاً ونساءً على السواء. ورغم أن معظم الأغنيات العربية المعاصرة تتحدث عن الحب والعشق والغرام، إلا أنها تتسم بالحسية الكاملة، بدون صور فنية وبدون جماليات حقيقية. فما يتابعه المشاهد العربي الآن من تكامل بين الكلمات الحسية والصور العارية والشبقية المفرطة، يكشف عن خواء غنائي عربي حقيقي.
وعلى ما يبدو أن أم كلثوم، رغم كل هذا الكم الهائل من أغنيات العشق والحب والوله، لم تحب حباً حقيقيا. وإنها لمفارقة غريبة، أن تغني للمحبين وللعشاق، بدون أن تحب حباً حقيقيا. ويظل هذا الجانب، رغم الكثير من القيل والقال حول حياتها الخاصة، غير واضحاً في حياة أم كلثوم. لكن الشيئ الواضح والأكيد هنا، أن الحب الحقيقي في حياة أم كلثوم كان يظهر واضحاً وجليا عبر غنائها وتوحدها مع كلمات أغانيها، حيث تصبح هذه اللحظات أحب اللحظات إلى قلبها، وأكثرها رومانسية في حياتها.
إضافة إلى ذلك فقد غنت أم كلثوم للعديد من مجالات الحياة الأخرى الدينية والسياسية والوطنية. فقد غنت من أجل السد العالي، وضد الإستعمار، ومن أجل الثورة العراقية، ومن أجل جمال عبدالناصر. كما أنها أبدعت في الغناء الديني، وأغنيتها الشهيرة "إلى عرفات الله" تحمل كلمات رائعة لأحمد شوقي، ونغمات رخيمة لرياض السنباطي، وأداءً لا يعلو عليه أداء. ولم تكن هذه النوعية من الأغنيات مجرد تعبيراً أيديولوجيا عابراً وجامداًَ، بقدر ماكان يجمع بين تحقيق رسالة مجتمعية ما، وبين الإمتاع الفني لجمهور المستمعين، وهو الأمر الذي كانت تحرص عليه أم كلثوم طيلة حياتها. ومن الضروري أن نذكر هنا ذلك المجهود الضخم والبالغ الوطنية الذي بذلته أم كلثوم في الغناء في معظم الدول العربية من أجل المجهود الحربي فيما بعد هزيمة 1967 الكارثية، رغم ما كانت تكابده من مشاكل صحية عديدة، أبرزها مشاكل النظر والكبد.
تأتي الذكرى الثانية والثلاثون لأم كلثوم وحال الأغنية العربية في أسوأ حال. فرغم السيل الهائل من المغنيين والمغنيات، الذي يتشابه مع معدلات الإنجاب العربية العالية، فإن الأغنية العربية قد تحولت إلى مسخ شائه، إلى الحد الذي لا يستطيع أن يتعرف فيه المشاهد العربي على كنه هذه النوعية من الأغنيات، وما إذا كانت عربية أو غربية. لا تنفصل فنون الأمم وإبداعاتها عن واقعها الاجتماعي والسياسي، فحيثما تتطور الأمم وتتقدم، تتقدم معها فنونها وإبداعاتها، والعكس أيضاً صحيح. ولعل ذلك يفسر لماذا لم تستطع مصر طوال العقود الثلاثة الماضية أن تنتج أم كلثوماً أخرى، أو حتى ما يقارب قامتها، واكتفت بمغنيين ومغنيات الأفراح والموالد ومواسم الإنتخابات السياسية.
صورة ل ام كلثوم فى احدى الحفلات التى اقامها الملك فاروق
ام كلثوم فى صباها
ام كلثوم مع اثنين من أعلام الادب في مصر توفيق الحكيم و نجيب محفوظ
عود أم كلثوم
مجموعة من الفساتين التي ارتدتها في حفلاتها
فى احد افلامها
ارجو من المديرة تثبيت هذا التوبيك
تحياتى
سلمى
حياة أم كلثوم
--------------------------------------------------------------------------------
1904
تاريخ ميلاد أم كلثوم المثبت في السجلات هو 4 مايو 1904. وهناك رواية وردت في الكثير من المراجع بأن تاريخ ميلادها الحقيقى هو 20 ديسمبر 1898 . ولم يكن هناك توثيق رسمى وشهادات ميلاد . لذا اعتمد تاريخ التسنين – طبياً – وهو 4 مايو 1904 تاريخاً لميلادها . *
ولدت أم كلثوم بقرية طماى الزهايرة مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية . في بيت متواضع في شارع (داير الناحية) . والدها الشيخ إبراهيم البلتاجى . وكان يعمل مؤذناً لمسجد القرية . ويؤدى التواشيح ويقوم بإحياء الليالى الدينية المقامة في قريته والقرى المجاورة . *
أطلق الأب على مولودته اسم (أم كلثوم) تبركاً بالسيدة أم كلثوم إحدى بنات الرسول (صلى الله عليه وسلم) . والكلثوم في اللغة العربية . هو الحرير الذى يوضع في رأس العلم .. *
1914
أم كلثوم في العاشرة . تردد بإتقان القصائد والتواشيح التى سمعتها من والدها وتنافس أخاها (خالد) في سرعة الحفظ . *
في العام نفسه يصطحبها والدها لتقف أمام الجمهور وتغنى لأول مرة في بيت شيخ البلد بقريتها . *
ذهبت الى كتاب القرية . واستمعت لأول مرة الى (الفونوغراف) في بيت العمدة . وكان أول صوت وصل إليها عن طريقه . هو صوت الشيخ أبو العلا محمد في قصيدة (أفديه أن حفظ الهوى أو ضيعا). *
بدأ الوالد يأخذها ضمن بطانته في الليالى بانتظام . ولكى لا يصطدم بالتقاليد المحافظة رأى أن ترتدى الكوفية والعقال والبالطو مثل أخيها (خالد) . *
تنقلت مع والدها في القرى والمدن المجاورة . فى ظروف مناخية صعبة . أحياناً سيراً على الأقدام وتارة فوق ظهر الدواب . ويمكن القول أنها لم تعش طفولتها وصباها كأي فتاة . مما جعلها, في أوج مجدها ؛ تحن الى طفولةعٍ لم تعرفها في حياتها . *
1919
زيارتها الأولى لمدينة القاهرة لإحياء ليلة الإسراء والمعرج في قصر (عز الدين يكن) بضاحية (حلوان) . ونالت الاستحسان والتقدير . *
1920
الشيخ زكريا أحمد يحيى ليالى شهر رمضان في مدينة السنبلاوين ، أم كلثوم تغنى أمامه فيدعوها طوال شهر رمضان الى حضور لياليه . ويقول (منذ ليلتها وأنا أصم .. لا أسمع إلا صوتها .. لقد أحببتها حب الفنان للحن الخالد الذى يتمنى العثور عليه .. ) *
1921
زيارتها الثانية للقاهرة لإحياء فرح كريمة أحد القصابين . وفى هذه الزيارة سرق منها أجرها عن إحياء الحفل في محطة القطار . فكرهت القاهرة . وخاصمتها لمدة عامين .. لا تزورها . *
1922
فى محطة سكة حديد السنبلاوين التقت بالفنان الذى عشقته من خلال الفونوغراف الشيخ أبو العلا محمد .. ألحت على والدها أن يدعوه الى قريتها فقبل بعد سماعه صوتها . وعندما غنت أمامه :
( أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا) بكى .. وأكد .. بل أصر على ضرورة سفرها الى القاهرة .
1923
انتقلت أم كلثوم من القرية لتستقر فى القاهرة ومعها أسرتها . *
تعهد الشيخ أبو العلا محمد برعايتها فنياً ، وقدم لها أول ألحانه الخاصة بها . غنتها في الحفلات العامة أمام جمهور جديد .. فى العاصمة . *
1924
عام حافل في حياة أم كلثوم . التقت فيه بالملحن الشاب أحمد صبرى النجريدى ولحن لها مجموعة مهمة من أغانيها الأولى *
التقت بالشاعر أحمد رامى الذى غنت له قبل أن تراه . وبدأت معه؛منذ هذا اللقاء ؛ مشواراً فنياً حافلاً ، لم ينقطع حتى وفاتها . كان خلاله مؤلفاً وصديقاً ومستشاراً . *
تعرفت على الفنان محمد القصبجى الذي وضع لها لحن (إن حالى في هواها عجب/ 1926) ثم (إن كنت أسامح وأنسى الأسية/1928) التى أحدثت إنقلاباً كبيراً في عالم المونولوج ؛ وظل القصبجى بألحانه يغطى مساحة مرحلة كاملة في تاريخها الفنى .. ثم صار فيما بعد واحداً من أعمدة فرقها الموسيقية حتى وفاته عام 1966 . *
في هذا العام سجلت صوتها على أول أسطوانة ولأول مرة لحساب شركة (أوديون) وكانت شركة بيضافون قد استأثرت بالسيدة (منيرة المهدية) وشركة كولومبيا بالسيدة (فتحية أحمد ) .. قبل أن تعرف الساحة أم كلثوم *
1925
المحاولة الأولى لعبد الوهاب مع ام كلثوم . لحن لها أغنية (غاير من اللي هواكى) لم يعجبها اللحن. *
حاول أحمد رامى الجمع بينهما مرة ثانية . ولم يتم ذلك إلا على مستوى الجلسات الخاصة . حين غنى الإثنان معاً دويتو(على قد الليل ما يطول) من الحان سيد درويش وكان ذلك في جلسة فنية خاصة بمنزلها .
1926
تخلت أم كلثوم عن العقال والكوفيه والزى البدوي . *
أصبحت تهتم بانتقاء الكلمة الجيدة الجديدة . *
كونت فرقة موسيقية جديدة بديلاً عن البطانة القديمة ؛ وأصبحت فرقتها تتكون من (محمد العقاد الكبير، محمد القصبجى/ عود ، سامى الشوا / كمان ، محمود رحمى / إيقاع) . *
في هذا العام أطلق عليها الجمهور أول لقب فى حياتها الفنية ، وكان لقباً أقرب الى التدليل . وهو لقب (ثومة) .
1931
اختفت من الصحف حملات النقد ضدها ، والتى اشتعلت في السنوات الأخيرة وحل محلها مديح متواصل . *
قدم لها الشيخ زكريا أحمد أول ألحانه الخاصة بها . وضمته الى فرقتها الموسيقية .
في هذا العام توفى والدها الشيخ إبراهيم البلتاجى.
سافرت الى سوريا ولبنان وفلسطين . وفى بيروت عزف لها مستقبلوها السلام الملكى المصرى . عند نزولها من الباخرة .
1932
معهد الموسيقى العربية يقيم حفل تكريم لأم كلثوم . *
منيرة المهدية تقر بعجزها عن المنافسة . *
ظهور الميكروفون لأول مرة أمام المطربين في الحفلات . أم كلثوم اعتداداً بقوة صوتها ، غضبت حين وضعوا أمامها هذه الآلة الجديدة وقذفت بها من فوق خشبة المسرح . *
الصحفى محمد التابعى يحاول الجمع بين أم كلثوم وعبد الوهاب في فيلم سينمائي المحاولة بدء بالفشل. *
1934
سفر أم كلثوم الى باريس للمرة الأولى . *
بدء الإرسال الإذاعي في مصر : أم كلثوم توقع أول عقد مع شركة ماركونى (راديو هاوس ) . ينطلق صوتها مع افتتاح الإرسال الخميس 31 مايو ومنذ ذلك التاريخ صار يوم الخميس هو موعد حفلاتها الشهرية حتى آخر حياتها (الخميس الأول من كل شهر ) . أصبحت مطربة الإذاعة الأولى . وكان أول أجر تقاضته من الإذاعة هو ثلاثون جنيهاً في مقابل ساعة من الغناء . *
فيما بعد تعاقدت مع الإذاعة على إحياء حفلات عامة على مسرح الأزبكية وكانت هذه الحفلات تعد عيداً شهرياً للفن . *
1935
أم كلثوم تبدأ تصوير فيلمها الأول ( وداد ) من إنتاج شركة مصر للتمثيل والسينما . فى نفس الوقت تنحدر منيرة المهدية نحو الغروب بفشل فيلمها الوحيد الذى مثلته (الغندورة) . *
لقاء أم كلثوم برياض السنباطى الضلع الثالث في مثلث أم كلثوم وأحمد رامى . من خلال لحن (على بلد المحبوب ودينى) أول ما غنت أم كلثوم له في فيلم (وداد) .. وبدأ السنباطى معها رحلة طويلة من العطاء الفنى الأصيل . *
1936
عرض فيلم وداد بتاريخ 10/2/1936 بسينما رويال والفيلم يمثل مصر فى مهرجان البندقية في العام نفسه . *
انتقلت أم كلثوم من شقتها بالزمالك (عمارة بهلر) الى فيلتها الجديدة على النيل . *
تبدأ تصوير فيلمها الثاني (نشيد الأمل ) بعد النجاح الكبير لفيلمها الأول . *
1937
عرض فيلمها الثانى (نشيد الأمل ) فى 11/1/1937 بسينما رويال .
1939
* خلال الحرب العالمية الثانية : الحكومة الإيطالية تنشئ محطة إذاعية ناطقة بالعربية للدعاية ضد انجلترا . وتعرض على أم كلثوم إحياء حفلات خلالها لجذب المستمع العربى إليها .
* في المقابل رجال الحلفاء يجمعون أسطوانات أم كلثوم لإذاعتها واستخدامها في حرب الدعاية
1940
* عرض فيلمها الثالث (دنانير) بتاريخ 29/9/1940 بسينما ستوديو مصر .
1941
أم كلثوم تقيم حفلاً غنائياً في رأس البر فيصبح من أشهر مصايف مصر وتنتقل إليه الفرق المسرحية ويتم
إعادة تخطيطه وتجميله .
1942
* تأسيس نقابة الموسيقين . والصراع بين عبد الوهاب وأم كلثوم لرئاستها . وتفوز بها أم كلثوم .
* يتم عرض فيلمها الرابع (عايدة) في 29/9/1940 بسينما ستوديو مصر وتقديراً من أم كلثوم لصوت فتحية أحمد تشاركها الغناء في الفيلم .
1944
* المنافسة تحتدم بين رامى وبيرم التونسى ، أيهما يستأثر بأم كلثوم وتنتقل المعركة الى صفحات المجلات والصحف الفنية .
* أم كلثوم تحصل على نيشان الكمال بعد حفل ، يحضره الملك فاروق ، تحييه أم كلثوم بالنادى الأهلي .
1945
* عرض فيلمها الخامس ( سلاَمة ) في 9/4/1945 بسينما ستديو مصر .
1947
* منيرة المهدية تحاول العودة إلى الغناء , وتدعو أم كلثوم لحضور حفلتها . أم كلثوم تبكي لإخفاق منيرة وفشل الحفل .
* عرض فيلمها السادس والأخير ( فاطمة ) في 15/12/1947 بسينما ستديو مصر .
1948
* حرب فلسطين : اتصال الضباط المحاصرين في الفالوجا بأم كلثوم . واللقاء ببعضهم في منزلها بعد فك الحصار, وتوقيعهم في دفتر للذكرى , ظلت محتفظة به .
1949
* انتخاب أم كلثوم عضواً شرفياً في معهد الموسيقى .
1950
* انتخاب أم كلثوم نقيبه للموسيقيين للمرة السابعة بالتزكية .
1952
* قيام الثورة في يوليو , ومحاولة بعض الضباط منع أغانيها من الإذاعة في بداية الثورة بحجة ارتباطها بالعهد البائد . ولكن عبد الناصر بوعي وبصيرة يحبط هذه المحاولة القاصرة ويصدر أوامره بإذاعة أغانيها .
* بداية ظهور مرض الغدة الدرقية . والحكومة الأمريكية تعرض على مصر معالجة أم كلثوم في مستشفى البحرية الأمريكية . وأوفدت الأدميرال بروف كبير الأطباء بها لدعوة أم كلثوم للعلاج . أم كلثوم تستجيب وتسافر إلى أمريكا للعلاج .
ربما لا توجد شخصية في عالم الغناء العربي الحديث قد حازت من الشهرة والتقدير والإحترام مثلما حصلت عليه سيدة الغناء العربي أم كلثوم. فعبر مسيرة فنية إمتدت لأكثر من نصف قرن من الزمان، إستطاعت أم كلثوم بثبات وبمثابرة وبجلد أن تؤسس لنفسها مكانة لم تصلها أية مطربة عربية أخرى طوال القرن العشرين وحتى الآن.
وتضعنا شخصية أم كلثوم في حيرة شديدة من حيث إستمرارية الإقبال على أغانيها من كافة الأعمار والأجيال. فبرغم التنوع الشديد للأغنية العربية المعاصرة، وإرتباطها بالفيديو كليب والجوانب التكنولوجية الحديثة، إضافة لما يصاحبها من مساحات مشهدية هائلة، ومثيرات جنسية صارخة، فإن المستمع العربي يعود سيرته الأولى إلى الإقبال على سماع أغاني أم كلثوم، والإنتقال من الحالة البصرية للأغنية العربية المعاصرة إلى الحالة السمعية الخاصة بأم كلثوم. كما أن ظاهرة أم كلثوم تؤكد من جديد أن الفن لا يحتاج إلى وسيط، ولا يحتاج إلى جوائز دولية سخيفة ومغرضة مثل تلك التي يهلل لها البعض الآن، وهم يفرضون علينا أسماءً هابطة تطل علينا من القنوات الفضائية ليل نهار، بدون أية ضوابط، وبدون أية إلتزامات فنية وأخلاقية حقيقية.
وربما لا يوجد شيئ يجتمع عليه العرب منذ ما يزيد على نصف القرن ولا يختلفون حوله مثلما هو الحال مع سيدة الغناء العربي، التي أعتقد أنها تجاوزت بغنائها وبفنها وبشخصيتها الحدود القطرية الضيقة لتؤسس إنتماءً عربيا قويا وحقيقيا. وعلى الذين يهاجمون القومية العربية بمنتهى الصفاقة والإبتذال أن يفسروا لنا سر هذا الإجماع العربي من المحيط إلى الخليج حول الإستماع لأم كلثوم، التي تغني بالعربية وليس بأية لغة أخرى. فالعروبة ليست محض خيال كما يتصورون، وكما يطرحون، هناك قواسم مشتركة، بغض النظر عن السياسة وأدرانها، تفرض حضوراً عربيا قويا، وليست ظاهرة أم كلثوم إلا أحد تجليات هذا الحضور.
وُلدت أم كلثوم في الرابع من مايو عام 1904، في إحدى قرى الدلتا المصرية، لأسرة فقيرة، حيث تعلمت الغناء من أبيها، عبر إرتيادها أفراح القرية والمدن المجاورة وإحتفالاتها الفقيرة. وفي عام 1923، إنتقلت إلى القاهرة، بعد أن حازت على شهرة كبيرة في منطقة الدلتا، وبشكلٍ خاص في غناء القصائد والموشحات الدينية. وفي القاهرة إلتقت بالملحن أبوالعلا محمد، الذي أصبح معلمها الرئيس فيما بعد، وهو الذي قدمها للشاعر أحمد رامي الذي علمها الشعر بدوره، كما أنه كان بمثابة الوسيط بينها وبين المجتمع القاهري الغريب عليها.
وعبر مسيرة أم كلثوم الطويلة، إلتقت بنخبة من أهم كتاب الأغنية العربية مثل: أحمد رامي، وأحمد شوقي، ومحمود بيرم التونسي، وطاهر أبوفاشا، ومحمود حسن إسماعيل، ومأمون الشناوي، ومرسي جميل عزيز، وصلاح جاهين. كما أنها إلتقت بأساطين التلحين في عصرها مثل: أبوالعلا محمد، وأحمد صبري النجريدي، وعبده الحامولي، ومحمد القصبجي، وزكريا أحمد، ورياض السنباطي، ومحمد الموجي، وكمال الطويل، وبليغ حمدي، ومحمد عبدالوهاب. كما أن أم كلثوم إستطاعت أن تفتح المجال أمام الكثيرين من هذه الأسماء ليشتهروا ويحققوا ذيوعاًَ مصريا وعربيا واسعا مثل رياض السنباطي وكمال الطويل وبليغ حمدي. فقد كان من حظ أم كلثوم أن تلاقت موهبتها وتفانيها في العمل مع شخصيات مبدعة أخرى قل أن يجود بها العالم العربي مرة أخرى. لقد إستطاعت أم كلثوم عبر مسيرة حياتها الطويلة أن تنتقل من مرحلة غنائية لأخرى، وأن تطور من مسيرة الأغنية العربية، سواء من خلال الكلمة، أو من خلال اللحن، أو من خلال الآلات الموسيقية الحديثة التي أدخلتها على فرقتها الموسيقية، أو من خلال الأداء. وعبر كل هذه الأشكال التجديدية، كانت أم كلثوم تقرأ المرحلة التاريخية بعناية ودقة، لتصيغ مزاج المستمع العربي، بدون أن تنقاد له، وبدون أن تفرض عليه أغنيات لا تتلائم مع ذائقته العربية. ومن اللافت للنظر هنا أن أم كلثوم كانت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة فيما يختص بأغنياتها، من الكلمة وحتى اللحن، إلى الحد الذي جعل الكثيرون يرون فيها شخصية صارمة وحادة الطباع فيما يتعلق بعملها وفنها.
ورغم شهرتها منقطعة النظير في الغناء الرومانسي، وظلم الحبيب، وهجرانه، إلى الحد الذي جعل بعض النسويين يصفون الكثير من أغنياتها بوصفها تعبيراً عن حالة مطلقة من هوان المرأة العربية تجاه الرجل، فإنها أبدعت في كافة مجالات الحياة الأخرى. فأغاني الحب العديدة التي غنتها مثل "زارني طيفك في المنام" و "أنا في انتظارك" و "حبيبي يسعد أوقاته" و "أنساك يا سلام" و "سيرة الحب" و " الأطلال" ورائعة أحمد شفيق كامل وعبدالوهاب "إنت عمري" كلها تخلق حالة رومانسية. ورغم شدة الضعف المرتبطة بها، إلا أنها تحمل معاني ودلالات ذكورية وأنثوية، بحيث تنطبق على الرجل مثلما تنطبق أيضاً على الأنثى. لقد خلقت أغاني الحب الكلثومية رومانسية عربية فريدة، ورغم ما يقوله بعض النسويين، فإنها أطلقت العديد من الآهات والأسى والبهجة والفرح واللذة في الوقت نفسه. وعلينا هنا أن نتذكر أن ميعاد أغنية أم كلثوم الشهري كان حدثاً قوميا عربيا بإمتياز، ينتظره المحبون والعشاق رجالاً ونساءً على السواء. ورغم أن معظم الأغنيات العربية المعاصرة تتحدث عن الحب والعشق والغرام، إلا أنها تتسم بالحسية الكاملة، بدون صور فنية وبدون جماليات حقيقية. فما يتابعه المشاهد العربي الآن من تكامل بين الكلمات الحسية والصور العارية والشبقية المفرطة، يكشف عن خواء غنائي عربي حقيقي.
وعلى ما يبدو أن أم كلثوم، رغم كل هذا الكم الهائل من أغنيات العشق والحب والوله، لم تحب حباً حقيقيا. وإنها لمفارقة غريبة، أن تغني للمحبين وللعشاق، بدون أن تحب حباً حقيقيا. ويظل هذا الجانب، رغم الكثير من القيل والقال حول حياتها الخاصة، غير واضحاً في حياة أم كلثوم. لكن الشيئ الواضح والأكيد هنا، أن الحب الحقيقي في حياة أم كلثوم كان يظهر واضحاً وجليا عبر غنائها وتوحدها مع كلمات أغانيها، حيث تصبح هذه اللحظات أحب اللحظات إلى قلبها، وأكثرها رومانسية في حياتها.
إضافة إلى ذلك فقد غنت أم كلثوم للعديد من مجالات الحياة الأخرى الدينية والسياسية والوطنية. فقد غنت من أجل السد العالي، وضد الإستعمار، ومن أجل الثورة العراقية، ومن أجل جمال عبدالناصر. كما أنها أبدعت في الغناء الديني، وأغنيتها الشهيرة "إلى عرفات الله" تحمل كلمات رائعة لأحمد شوقي، ونغمات رخيمة لرياض السنباطي، وأداءً لا يعلو عليه أداء. ولم تكن هذه النوعية من الأغنيات مجرد تعبيراً أيديولوجيا عابراً وجامداًَ، بقدر ماكان يجمع بين تحقيق رسالة مجتمعية ما، وبين الإمتاع الفني لجمهور المستمعين، وهو الأمر الذي كانت تحرص عليه أم كلثوم طيلة حياتها. ومن الضروري أن نذكر هنا ذلك المجهود الضخم والبالغ الوطنية الذي بذلته أم كلثوم في الغناء في معظم الدول العربية من أجل المجهود الحربي فيما بعد هزيمة 1967 الكارثية، رغم ما كانت تكابده من مشاكل صحية عديدة، أبرزها مشاكل النظر والكبد.
تأتي الذكرى الثانية والثلاثون لأم كلثوم وحال الأغنية العربية في أسوأ حال. فرغم السيل الهائل من المغنيين والمغنيات، الذي يتشابه مع معدلات الإنجاب العربية العالية، فإن الأغنية العربية قد تحولت إلى مسخ شائه، إلى الحد الذي لا يستطيع أن يتعرف فيه المشاهد العربي على كنه هذه النوعية من الأغنيات، وما إذا كانت عربية أو غربية. لا تنفصل فنون الأمم وإبداعاتها عن واقعها الاجتماعي والسياسي، فحيثما تتطور الأمم وتتقدم، تتقدم معها فنونها وإبداعاتها، والعكس أيضاً صحيح. ولعل ذلك يفسر لماذا لم تستطع مصر طوال العقود الثلاثة الماضية أن تنتج أم كلثوماً أخرى، أو حتى ما يقارب قامتها، واكتفت بمغنيين ومغنيات الأفراح والموالد ومواسم الإنتخابات السياسية.
صورة ل ام كلثوم فى احدى الحفلات التى اقامها الملك فاروق
ام كلثوم فى صباها
ام كلثوم مع اثنين من أعلام الادب في مصر توفيق الحكيم و نجيب محفوظ
عود أم كلثوم
مجموعة من الفساتين التي ارتدتها في حفلاتها
فى احد افلامها
ارجو من المديرة تثبيت هذا التوبيك
تحياتى
سلمى
11/8/2011, 7:43 pm من طرف اااـوجى
» طالبه قصت شعر زميلتها تعالو شوفو كيف ..
11/8/2011, 7:17 pm من طرف اااـوجى
» منتديات عالم الايمو http://www.emo.fh4y.com/vb/
8/7/2011, 9:29 pm من طرف ♥crAzY-gIrl♥
» قصة اتمووت من الضحك أدخلي و شوفي بنفسك
8/7/2011, 9:23 pm من طرف ♥crAzY-gIrl♥
» قصة رعب لكن؟؟؟
8/7/2011, 9:21 pm من طرف ♥crAzY-gIrl♥
» قصة مؤترة واقعية ادخلو ارجوكم......
8/7/2011, 9:20 pm من طرف ♥crAzY-gIrl♥
» قصه تخووف الي ماااااااايخااف
8/7/2011, 9:18 pm من طرف ♥crAzY-gIrl♥
» الكل يدخل ضروووري
8/7/2011, 9:16 pm من طرف ♥crAzY-gIrl♥
» مرحبا
8/7/2011, 9:13 pm من طرف ♥crAzY-gIrl♥
» طفل يعرب كلمة فلسطين .........
8/7/2011, 9:05 pm من طرف ♥crAzY-gIrl♥